النشر في المجلات العلمية المحكمة.. كيف يتم تنظيم البحث العلمي؟

نظرة عامة

النشر في المجلات العلمية المحكمة.. كيف يتم تنظيم البحث العلمي؟ | تُعدُّ عملية نشر الأبحاث والدراسات في المجلات العلمية المحكمة أمرًا مهمًا في حياة الباحث المهنية والعملية؛ ونظرًا لأن الغرض الأساسي لأي بحث أو مقال أو دراسة علمية هو توصيل النتائج والأفكار والمناقشات بطريقة واضحةٍ وموجزة وموثوقة، ونظرًا لأن عملية التقييم أو المراجعة الخارجية للمواد العلمية المختلفة التي يتلقاها الخبراء المقيِّمون، فإنه على الباحث الاعتناء جيدًا بصنعتِه وحرفتِه وآلياتِ عمله. ونظرًا لأن النشرَ في المجلات العلمية المحكمة عمليةُ متشعبة ومتشابكةٌ وتحتوي على أمورٍ كثيرة، فإنه من هذا المنطلقِ نتطرقُ إلى موضوع محددٍ في غاية الأهمية وهو كيفية كتابة بحث علمي قابل للنشر داخل المجلات العلمية المرموقة.

المبادئ الأساسية للكتابة العلمية

لكتابة بحث علمي جيد، عليك أن تتعلم وتطبق المبادئ الأساسية الثلاثة للكتابة العلمية وهي ما يأتي:

  • الإحكام
  • الوضوح
  • الإيجاز

والقاعدة العملية تقول إن كتابة بحث علمي لا يعني امتلاكَ مواهب خاصة، بل يتطلب الأمر مهارات وقدرات إبداعية يمكن لأي باحث أن يتعلمَها مع مرور الوقت، فهناك أساسيات لا غنى عنها وهي الاحتواء على مادية علمية قابلة للتقييم والمراجعة والنشر وإضافة جديد للباحثين بشكل عام والمجتمع عامةً.

كيف يتم تنظيم البحث العلمي؟

وبعد التعرف على المبادئ الأساسية للكتابة العلمية، نتطرق إلى الضروري في هذا الشأن وهو كيفية تنظيم بحث علمي قابل للنشر في المجلات العلمية المحكمة الموثوقة التي تصدر عن جهات أكاديمية مرموقة كالجامعات أو دور النشر. فمن المعروف أنه قبل نشر الأبحاث والدراسات في المجلات العلمية المحكمة، يجب أن تكون هذه الأبحاث مطابقة وموافقة لقواعد المجلة العلمية المحكمة، ولتحقيق ذلك هناك معايير وقواعد ثابتة لتنظيم المقال العلمي، ويمكن للباحث أن يأخذها في الحسبان عند كتابة البحث العلمي وهي:

أولًا العنوان:

  • يجب التعبير عنه بـ15 كلمة تصف محتوى البحث بطريقة واضحة ودقيقة ومختصرة.
  • يجب أن يكون العنوان قصيرًا وموجزًا وواضحًا.
  • يُنصح بكتابة العنوان بعد كتابة الدراسة (مقدمة، مادة، طرق، نتائج ومناقشة).

تعرف على...دعنا نساعدك في نشر دراستك

ثانيًا المواد والطرق:

تمَّ تنظيم قسم المواد والطرق في خمسةِ مجالاتٍ وهي: 1) التصميم: يتم وصف تصميم التجربة (عشوائية، خاضعة للرقابة، حالات وضوابط، تجربة سريرية، مستقبلية، إلخ). 2) السكان الذين أجريت عليهم الدراسة، صف إطار العينة وكيف تم تحديد اختيارك. 3) البيئة: تشير إلى مكان إجراء الدراسة (مستشفى، مدرسة، إلخ). 4) التدخلات: يتم وصف التقنيات والعلاجات (دائمًا ما تستخدم الأسماء العامة) والقياسات والوحدات والاختبارات التجريبية والأجهزة والتكنولوجيا وما إلى ذلك. 5) التحليل الإحصائي: يشير إلى الأساليب الإحصائية المستخدمة وكيف تم تحليل البيانات؟ وبشكل عامٍ إن الطرق: وصف تصميم البحث وشرح كيفية إجرائه، مع تبرير اختيار الأساليب والتقنيات؛ حتى يمكن للقارئ المختص إعادة الدراسة.

ثالثًا الملخص:

  • يجب أن يسمح الملخص الجيد للقارئ بتحديد المحتوى الأساسي للعمل بسرعة ودقة.
  • يجب ألا يحتوي على أكثر من 250 كلمة.
  • يجب كتابته بصيغة الماضي، باستثناء الفقرة الأخيرة أو الجملة النهائية.
  • يجب ألا يقدم معلومات أو استنتاجًا غير موجود في النص.
  • يجب أن تكون مشكلة البحث قيد التحقيق والهدف منها واضحين.

بشكل عام، يجب على كاتب الملخص: - تحديد الأهداف الرئيسية ونطاق التحقيق. - وصف المنهجية المستخدمة. - تلخيص النتائج. - التعميم مع الاستنتاجات الرئيسية. الأخطاء الأكثر شيوعًا في كتابة الملخص هي: - عدم طرح السؤال بوضوح. - أن تكون طويلة جدًا. - التفصيل الشديد.

رابعًا المقدمة:

يجب أن توضح المشكلة العامة ومشكلة البحث وما كتبه الآخرون عنها وأهداف الدراسة وفرضياتها، كما يجب الإجابة عن السؤال لماذا تم هذا البحث؟ وما أهميته؟ وعليه: - الاهتمام بالسياق العلمي. - عمل سابق حول الموضوع وما الجوانب غير الواضحة التي تشكل موضوع البحث؟ - يتم استخدام الفقرة الأخيرة من المقدمة لتلخيص هدف الدراسة.

خامسًا النتائج:

يتم عرض نتائج الدراسة مع ذكر النتائج ذات الصلة، بما في ذلك التفاصيل الكافية لتبرير الاستنتاجات، ويجب أن تؤدي النتائج وظيفتين وهما: 1) التعبير عن نتائج التجارب الموصوفة في المادة والطرق. 2) تقديم الأدلة التي تدعم هذه النتائج سواءً على هيئة أشكال أو جداول أو في النص نفسه. ويجب استخدام الفقرة الأولى من هذا النص لتلخيص النتيجة الرئيسية للدراسة في جملة موجزة وواضحة ومباشرة، وكما ذكرنا يجب كتابة هذا القسم باستخدام الأفعال في الماضي، مع استخدام أنسب وسائل العرض وأكثرها وضوحًا واقتصادًا وهي الجداول والرسومات (التوضيح الذاتي) والرسوم التوضيحية (الأساسية فقط).

سادسًا المناقشة:

في المناقشة تظهر العلاقات بين الحقائق المرصودة، وقد تساعد بعض الاقتراحات في هذا القسم وهي:

  • ابدأ المناقشة بإجابة السؤال في المقدمة، متبوعةً بالأدلة الواردة في النتائج المؤيدة.
  • كتابة هذا القسم بصيغة المضارع مثل: "هذه البيانات تدل على كذا"، لأن نتائج العمل تُعدُّ بالفعل أدلة علمية.
  • أخرج النتائج الشاذة وعلق عليها بوضوح، بدلًا من إخفائها، وأعطها تفسيرًا متماسكًا قدر الإمكان أو قُل ببساطة شديدة إنَّ هذا هو ما وجدتُه، على الرغم من عدم وجود تفسير في الوقت الحالي، فإذا لم يفعل ذلك المؤلف، فسيقوم الناشر بذلك.
  • التكهن والتنظير بالخيال والمنطق. هذا يمكن أن يثير اهتمام القراء.
  • قم بتضمين أي توصيات تراها مناسبة، إذا كان ذلك مناسبًا.
  • تجنب استخلاص استنتاجات أكثر مما تسمح به نتائجك، بغض النظر عن مدى كون هذه الاستنتاجات أقل إثارة من تلك المتوقعة أو المرغوبة.

سابعًا المراجع:

ضعْ قائمة المراجع والمصادر حسب ترتيب ذكرها في النص والأعمال المهمة فقط والمنشورات الحديثة.

ثامنًا الشكر:

في قسم الشكر والتقدير، أقر بتعاون الأشخاص أو المؤسسات الذين ساعدوا في البحث، والذين تعاونوا في كتابة البحث أو قاموا بمراجعته. وبناءً على ما تقدم فإنه يمكن القول: "إنَّ نشر دراستك أو بحثك العلمي في إحدى المجلات العلمية المحكمة المرموقة له فوائد كثيرة منها: وصول البحث إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين بمجال الباحث، التواصل مع المختصين والخبراء في جميع أنحاء العالم، حصول الباحث على ثقة كبيرة وسمعة كبيرة، وغيرها من الفوائد، ولكن المهم في الأمر هو السعي الدائم إلى كتابة محتوى علمي جيد قابل للنشر في هذه المجلات عبر اتباع معايير الكتابة العلمية الثابتة المعترف بها دوليًا وتقرها جميع المجلات العلمية". 

وسوم :

#دراسة_جدوى